قالت صحيفة أمريكية الأربعاء إن تأثير وعدد المسيحيين في الشرق الأوسط شهد تراجعا بعد أن كانوا قوة فعالة في المنطقة، يهيمنون على لبنان ويشغلون مناصب كبرى في السلطة الفلسطينية، كما كان من بينهم عدد كبير من الأثرياء بغض النظر عن عددهم في مصر.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها إنه البابا بنديكت السادس عشر، بابا الفاتيكان، والذي يزور الأراضي المقدسة في فلسطين هذا الأسبوع، يخاطب سكانا مسيحيين "متضائلين ومهددين يدفعهم العنف السياسي ونقص الفرص الاقتصادية ونهوض الإسلام الراديكالي إلى الهجرة" بحسب تعبير الصحيفة.
وقالت "نيويورك تايمز" إن المسيحيين في الشرق الأوسط "أصبحوا يمثلون 5% فقط من سكان المنطقة وعددهم آخذ في التناقص بعد أن كانوا يمثلون 20% من سكان المنطقة".
وقالت الصحيفة إن الشرق الأوسط بات مسلما بأغلبية ساحقة باستثناء إسرائيل بملايينها الستة من اليهود، ولا توجد دولة في الشرق الأوسط لا يشكل المسلمون أغلبية سكانها بما في ذلك لبنان التي يمثل المسيحيون أقل من ربع سكانها وكذلك الدول غير العربية كإيران وتركيا.
وقال التقرير: "إن المسيحيين المحليين ممزقون بين إعلان القلق والصمت، غير واثقين مما إذا الانتباه سوف يقلل حجم المشكلة، أم سيفاقمها بدفع من تبقوا إلى المغادرة ".
وأضافت: "مع تنحية الإسلام للقومية باعتبارها قوة مركزية تقف وراء سياسات الهوية، يجد المسيحيون الذي لعبوا أدورا مهمة في صراعات وطنية عديدة أنفسهم منعزلين. ولأن الثقافة الإسلامية خاصة في أكثر مواضعها الأصولية تعتبر نفسها في تناقض مع الغرب، تم تصنيف المسيحية كثقافة معادية أو أجنبية على الأقل".
ونقل التقرر عن الكاتب اللبناني سركيس نعوم قوله:"ما لم تكن هناك نقلة باتجاه العلمانية في العالم العربي فلا أعتقد أن هناك مستقبلا للمسيحية هنا".
واستعرضت الصحيفة تناقص عدد السكان المسيحيين في عدد من بلدان المنطقة مثل تركيا وفلسطين والعراق ومصر.
وقالت التايمز عن مصر إن التيار الديني فيها "انحدر عما كان يعد نموذجا مصريا معتدلا للإسلام باتجاه إسلام سعودي أقل تسامحا بكثير".
وفيما يتعلق بلبنان نقلت الصحيفة عن كمال صليبي وهو مؤرخ مسيحي لبناني قوله: "هنا في لبنان، دائما ما يقول لك المسلمون إن لبنان ليس فيه خير بدون المسيحيين وهم يعنون ما يقولون.. إن المزيج بين الأديان والثقافات الذي يجعل هذا المكان أكثر تسامحا سوف يختفي".
منقول